تكتسي الأندية التربوية أهمية كبيرة في تفعيل الحياة الثقافية والتربوية داخل المؤسسات التعليمية ،فإذا كانت أنشطة الدعم والتقوية تعتني بمن لديهم صعوبات في تحقيق نتائج جيدة، فإن الأندية التربوية تقدم فضاءات رحبة لصقل المواهب والعناية بالميول والاتجاهات المتنوعة بحيث تختار كل مجموعة من الأطفال الأنشطة التي تستجيب لميولها وتطلعاتها.
تقوم فكرة نادي الطفل التربوي والثقافي بطبيعتها على حرية الانخراط والرغبة في الانتماء إلى هذا النادي، وتتيح فرصا حقيقية لتنمية الشخصية والعمل الجماعي والتعاون والانخراط في كل مكونات الحياة. ولعل مقاربة مثل هذه خير ضمان لتشجيع الفكر البناء النقدي لدى الطفل/التلميذ وتمكينه من مهارات البحث والتحليل والتواصل والمساءلة والاستكشاف بوصفها كفايات ضرورية لمواطن(ة) الغد.
ويتفرع نادي الطفل التربوي والثقافي ليشمل مجالات متنوعة من إعلام وسينما وإعلاميات ومسرح وبيئة وحقوق الإنسان ومواطنة وصحة رياضة وأدب. وكلها ميادين خصبة ومناسبة لابتكار أنشطة للرفع من الجودة الداخلية والخارجية للتعلم. ويتيح النادي للأطفال إمكانات واسعة لإثراء دائرة معارفهم وتعميقها، وصقل المواهب والميول عبر أنشطة مرتبطة بالفنون والعلوم والحرف والرياضات، وتنمية الاتجاهات والقيم مثل تحمل المسؤولية والتدرب على العمل الجماعي، والتمرن على الممارسة الديمقراطية.
وعليه فإن النادي يعتبر المكان الأنسب لحفز الطفل وربطه بمجال المعرفة بصلات تنبني على الإقبال التلقائي والمبادرة وتفعيل دوره. ويتوارى في المجال الرحب لنادي الطفل المتقبل للمعلومات بشكل سلبي ليحل محلها الطفل المشارك والمبادرة.
كما يمنح النادي للأطفال فرصة التعلم الجماعي المتبادل؛ فالأنشطة التي يتم إنجازها تقتضي مشاركة الأطفال وانخراطهم الجماعي فيها. وهذا يتيح للأطفال إمكانات كبيرة للتعلم من بعضهم البعض مما يقوي لديهم الشعور بالانتماء للفرق التي يمثلونها ويزيد من استعدادهم لتقبل الآخر وإغناء مهارات التواصل والاستماع والأخذ والعطاء.